كل ذلك أدّى إلى عدم وجود مواجهة خلال المعركة بين جيوش المشاة، لقد جلبت الحرب الجويّة أنظار العالم، فامتدت المعارك حتى
الأطلنطي، بعدها استخدمت بريطانيا بعض
القوّات الخاصة "كوماندوز" في ضرب بعض المناطق في أوروبا المحتلّة، الأمر الذي جعل
تشرشل يفخر بنفسه ويشيد بأفراد الجيش البريطاني قائلا "
Never in the field of human conflict has so much been owed by so many to so few"
[2].
قاذفة
أمريكية تقصف
برلين طائرة من نوع
سبيت فير SpitFire تابعة للقوات الملكية البريطانية، شاركت في الحرب.
الحرب الجويّة في المسرح الأوروبي الحربي بدأت عامة في عام
1939، لكن بالنسبة
للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في
4 يونيو 1942، عندما بدأت الولايات المتحدة بالدخول إلى المعركة الأوروبية وذلك بإنزال جيوشها في
إنجلترا لمشاركتها في المعارك ضد
ألمانيا. انتهت الهجمات الجوية رسميا في
5 يوليو 1944، وتم استبدالها بالحرب البرية والتي بدأت في
6 يوليو 1944، من هذا اليوم، الهجمات بسلاح الجو الأمريكي بدأت بالتنسيق مع جيش المشاة لدعم الهجمات البرية في المعارك.
في السابق، كان هناك اعتماد كبير جدا على الطائرات اعتقادا من الخبراء العسكريين بأن الطائرات عندما تقصف المدن العدوة، ستؤدي إلى قهقرة العدو والتشتت، كنتيجة لذلك، قام الطيران الملكي البريطاني بابتكار قاذفات قنابل إستراتيجية، بينما كان الجيش الألماني يسخر غالب سلاح الطائرات لديه لدعم الجيش على الأرض، غير أن القاذفات الألمانية كانت أصغر حجما من البريطانية، كما أن الألمان لم يحاولوا أن يطوروا قاذفتهم لتصبح بأربع محركات عكس خصمهم البريطاني عندما طور قاذفات
B-17 و
B-24.
التركيز الأكبر لدى الألمان في قصف المدن
البريطانية كان ما بين خريف
1940 وربيع
1941، بعد ذلك وجهت ألمانيا سلاح الطائرات لديها في المعارك ضد
الاتحاد السوفياتي، لاحقا بقيت ألمانيا تستخدم القصف ضد بريطانيا بواسطة طائرات
V1 Flying Bomb وصورايخ V-2 البالستية.
بالرغم من ذلك، خف مقياس القصف الألماني وذلك بفضل الطيران الملكي البريطاني ومطورينه.
في حلول عام
1942 استطاع الخبراء في بريطانيا بأن يجعلوا 1000 قاذفة قنابل تقصف فوق مدينة ألمانية واحدة، وعندما جاءت الولايات المتحدة إلى الحرب عام
1942، بدأت بريطانيا وأمريكا بتبادل القصف بينهم ليكون قصفا بريطانيا في الليل يتبعه قصفا أمريكيا في النهار على المدن الألمانية، في
14 فبراير 1945، سجلت أكبر الحرائق في التاريخ على مدينة
دريسدن وذلك بتكوين عاصفة نار إثر القصف أدت إلى مقتل ما بين 25,000 - 35,000 إنسان، غير أن القصف على مدينة
هامبورغ يوليو 24 - 29 عام
1943 والقصف على مدينة
طوكيو اليابانية 6 أغسطس عام
1945 و
ناجازاكي 9 أغسطس عام
1945 بالقنابل الذرية قتلت أناسا أكثر بضربة واحدة.
قامت
إيطاليا بغزو
ألبانيا في أبريل عام
1939، وضمتها لها رسميا، بعدها قام نظام
موسيليني بإعلان الحرب على بريطانيا وفرنسا في
11 يونيو عام
1940، وقام بغزو
اليونان في
28 أكتوبر من نفس العام، بالرغم من ذلك، لم تكن القوات الإيطالية بنفس مستوى الجيش الألماني على صعيد النجاح الذي قام به الألمان في شمال أوروبا.
قام الطيران الإيطالي بحصار
مالطا في
12 يونيو والذي وصف بأنه حصار غير ناجح، حتى استسلام فرنسا لم يساعد قوات المحور كثيرا في معارك
البحر المتوسط، والذي توصف كمأساة للأسطول الحربي الإيطالي والأسطول الفرنسي الفيشي (المواليين للمحور)، والذين قد تأثروا بأضرار بالغة من الأسطول البريطاني والأسترالي، خاصة في معارك:
على صعيد آخر، كانت المملكة اليوغسلافية تعاني مشكلة في عدم وجود قيادة لها، وقد تم إعطاء الحكم لل
أمير بفالي Pavle Karađorđević بالوصاية على العرش، والذي قام بعمل اتفاقية مع ألمانيا في
25 مارس 1941، وقد تم ترجيح سبب الاتفاقية بأن
هتلر قام بوعد اليوغسلافيين بأنه لو سمحوا له بأن يستخدم أراضي
يوغوسلافيا للهجوم على
اليونان، سيقوم بإعطائهم مناطق من شمال
اليونان ويشمل ذلك "
سولنكيا"، بالرغم من ذلك، وبعد احتجاج الرأي العام اليوغسلافي وقيام المظاهرات ضد الاتفاقية، قام
الجنرال دوسان سيموفتش Dušan Simović بالقيام بانقلاب عسكري ليتولى الحكم بدلا من الوصي على العرش ليخلص
يوغوسلافيا من الفاشيين.
انتصار
اليونان الوشيك على القوات الإيطالية دفع الألمان للتدخل في
6 أبريل عام
1941، قامت القوات الألمانية بالتعاون مع القوات الإيطالية،
المجرية و
البلغارية أيضا اشتركوا جميعهم في معركة مع الجيش اليوناني وبسرعة شديدة قاموا بعدها بغزو
يوغوسلافيا، قامت قوات الحلفاء (
بريطانيا،
أستراليا و
نيوزلندا) بدفع الكثير من الجنود من
مصر إلى
اليونان، ولكن الحلفاء لم يحالفهم الحظ وكانت هناك مشكلة بالتنسيق بين الجيوش المشتركة، والذي خسرت المعارك وتم تهريبها إلى
كريت. على صعيد الطرف الآخر، قامت قوات المحور بقبض سيطرتها على العاصمة اليونانية
أثينا وذلك في
27 أبريل عام
1941 وتم وضع أغلب أراضيها تحت الاحتلال.
بعدما تم احتلال
اليونان، قامت
ألمانيا بغزو
كريت وسميت ب
معركة كريت وذلك في
20 مايو -
1 يونيو 1941، بدلا من أن يكون الحصار بريا كما كان متوقع، قامت ألمانيا باستخدام الغارات والمظليين، والذين لم ينجحوا إطلاقا في تطبيق أهداف المعركة، الأمر الذي جعل ألمانيا لاتستخدم المظليين مرة أخرى خلال الحرب، بالرغم من ذلك، قامت القوات الألمانية بغزو كريت، مجبرة قوات الحلفاء بما فيها
الملك جورج الثاني اليوناني والحكومة اليونانية بالهرب جميعهم إلى
مصر في
1 يونيو عام
1941.
بعدما تم السيطرة على
البلقان من جانب المحور، قامت أكبر عملية عسكرية في التاريخ الحديث، عندما قامت
ألمانيا بغزو أراضي
الاتحاد السوفياتي. صادفت ألمانيا الكثير من المشاكل، حيث أن الحملة على
البلقان أدت إلى تعثر العمليات ضد السوفييت، والمقاومة الشرسة في
يوغوسلافيا و
اليونان جعلت ألمانيا ترسل أفضل كوادر الجيش إلى هناك، هذه الظروف، أدت إلى وجود أمل لدى السوفييت في صد العدوان عليهم.
في
22 يونيو عام
1941، قامت ألمانيا بغزو الاتحاد السوفياتي والتي سميت ب
عملية بارباروسا، هذا الغزو الذي سجل كأكبر غزو في التاريخ والذي كان بداية لأكبر دموية شهدها العالم، كانت الجبهة الشرقية من أوروبا الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية، وقد تم التوافق بين المؤرخين بأنها الأكثر كلفة من الناحية البشرية، والتي راح ضحيتها 30 مليون إنسان تقريبا والتي تعد أيضا أكبر التحام بري في الحرب العالمية الثانية، وقد كان هناك تجاهلا واضحا لحق الإنسان في الحياة من الطرفين.
زعيم الاتحاد السوفياتي،
جوزيف ستالين، قد كان يعلم سابقا بوجود حملة عسكرية ضد بلاده وذلك من خلال شبكة المخابرات السوفايتية، ولكنه تجاهل هذه المعلومات وذلك لوجود تضارب في معلومات المخابرات، علاوة على ذلك، قبل ليالي من الهجوم على السوفييت، تم الإعلان عن مستند عسكري موقع من
المارشال تومشينكو وقائد الجيش السوفياتي
جورجي جوكوف Georgi Zhukov، والذي احتوى على أوامر تحث الجيش بعدم الانجرار لأي استفزاز من قبل الجنود الألمان، وعدم القيام بأي شيء دون أوامر عسكرية، نتيجة لذلك، سقطت أعداد ضخمة من فيالق الجنود السوفيت في يد الألمان، والذي تم بمشاركة من الجيش الإيطالي،
الهنغاري والجيش
الروماني الذين دخلوا إلى الحملة العسكرية مع ألمانيا، بالنسبة ل
فنلندا فقد كانت في البداية قد أعلنت الحياد، رغم ذلك، وبوجود الجيش الألمانية والسوفياتي على أراضيها، أخيرا جاء قرار
فنلندا بإرسال الجيش ليشترك مع ألمانيا ضد الاتحاد السوفياتي، والذي تم مهاجمته في
25 يونيو.
يسمى التوتر العسكري في فترة ما بين عام
1941 -
1944 بالحرب المستكملة، وذلك بربطها بحرب الشتاء.
إن
عملية بارباروسا عانت من البداية ببعض أساسياتها من بعض هذه الأخطاء هي الخطأ
اللوجستي خلال الهجمات، إن توغل الألمان إلى مسافات شاسعة داخل الأراضي السوفياتية أثر على وصول الإمدادات لهم، لذلك تم تجمد الهجمات الألمانية في الاتحاد السوفياتي قبل الوصول إلى
موسكو في
5 ديسمبر عام
1941، لم يستطع الجيش الألماني التقدم بكل ماتحوي الكلمة من معنى، وذلك لعدم وجود أي إمدادات للهجمات أو لصد الهجمات المرتدة من السوفيات، إن الزمن المتوقع لعملية باربروسا كان يكفي لشل السوفييت في اعتقاد الخبراء العسكريين الألمان، وذلك قبل حلول الشتاء، عدم نجاح ذلك أدى إلى فشل فادح في خطط الألمان.
خلال التراجع السوفياتي، استخدم السوفييت
سياسة الأرض المحروقة، فقد كانوا يحرقون المحاصيل والمرافق العامة والخدماتية خلال تراجعهم من قبل ألمانيا، كل ذلك ساهم في المشكلة الألمانية
اللوجستيه التي عانت منها ألمانيا خلال الغزو، الأهم من ذلك، استطاع السوفييت أن ينقلوا مناطقهم الصناعية بعيدا عن وطيس الحرب إلى الشرق.
أدى طول الفترة الزمنية للحملة الألمانية على الاتحاد السوفياتي بأضرار بالغة على الجيش الألماني، حيث أصيب مئات الآلاف من الجنود الألمان بحمى ونزلات البرد نتيجة البرد القارص للشتاء السوفياتي، وزاد ذلك الضرر من خلال الهجمات المرتدة للوحدات السوفياتية.
مع كل تلك الأضرار التي جابهت الألمان خلال الحملة، استطاع الألمان أن يسيطروا على مساحات شاسعة من شرق الاتحاد، أدى ذلك إلى خسائر فادحة للجيش السوفياتي.
بعد بداية الغزو بنحو ثلاث شهور، قامت الجيوش الألمانية بضرب حصار شديد على مدينة
لينينجراد (والمعروف ب
حصار لينينجراد)، ساعدتها من الشمال القوات الفنلندية، ومن الجنوب القوات الألمانية، قامت القوات الفنلندية بوقف هجومها عند
نهر سيفر وامتنعت عن مهاجمة المدينة، بينما أصدر هتلر أوامره بأن تمسح مدينة لينجراد عن وجه الأرض، فقام بقع إمدادات المؤن الغذائية والمعدات الطبية للمدينة حتى حصلت مجاعة في البلاد، وفي أثناء ذلك ركز القصف الجوي والمدفعي على المدينة، أدى
حصار لينينجرادلموت نحو مليون مدني تحت وطئته؛ 800 ألف منهم ماتوا بسبب المجاعة والحصار الذي استمر نحو 506 أيام، جدير بالذكر أن المنفذ الوحيد الموجودة للمدينة كان
بحيرة لودجا والتي تقع بين معسكرات الجنود الألمان والفنلنديين.
بعد الشتاء الممتد بين
1941 -
1942، أعد الجيش الألماني لعملية هجومية، كانت من أكبر المشاكل التي عانى منها الجيش الألماني هي قلة المحروقات (
البنزين)، لذلك قررت القيادة الألمانية التوقف عن الوصول إلى
موسكو.
وفي صيف
1942، تغير اتجاه الحرب لتصبح في الجنوب، وذلك للوصول إلى حقول البترول في
القفقاس Caucasus، كما قام
هتلر بتقسيم جيشه إلى مجموعتين في الجنوب، مجموعة للهجوم على
القفقاس والمجموعة الثانية للهجوم على
ستالينغراد (والتي تسمى الآن ب
فلوججراد).
رغم تردد هتلر، والمعارضة بين ضباطه، ومع زيادة الدعم لخطوط المعركة في شوارع
ستالينغراد، استطاع الألمان أن يحتلوا 90% من مساحة المدينة، لكن استنفذت قوى الجيش الألماني وذلك لانجراره لحرب شوارع مع بقايا الجيش السوفياتي في صراع مباشر ومرير، ومع تركه القوات الرومانية والهنغارية لحراسة الأماكن المسيطر عليها، استطاع السوفيات التغلب بسهولة على ماتبقى من جيوش المحور خلال عملية سميت
أورانس، الجنود الألمان الذي تبقوا في المدينة حوصروا وتم قطع جميع الإمدادات العسكرية عنهم، رغم ذلك ورغم حصول مجاعة بينهم؛ أمرهم هتلر بالقتال حتى آخر جندي يتبقى لديهم، قاتل هؤلاء الجنود وأظهروا صمودا وثباتا لايوصف وشجاعة رغم كل الظروف الصعبة الذي مروا بها.
بسبب النقص في الغذاء والعتاد العسكري والوقود، بدأت وتيرة الحرب لدى الألمان تقل، ذلك أدى إلى استسلام جزئي من القوات الألمانية المحاربة في 2فبراير عام 1943، في محاولة يائسة من هتلر ليمنع الاستسلام، قام بترقية القائد فريدرش باولوس قائد الجيش السادس إلى مارشال، لأن لا يوجد أي ضابط يحمل هذه الرتبة قد استسلم أبدا.
أدت المعارك في ستانليجراد إلى خسائر فادحة بين الطرفين، والتي صورت بأكبر معركة دموية في التاريخ، قتل ما يقارب عن مليون ونصف إنسان، 100,000 منهم من المدنين العزل.
صورة للجنود
السوفيت في أرض
معركة ستالينغراد.
بعد معركة ستانليجراد، المبادرة سقطت من أيدي الألمان ولكنها لم تصل السوفييت بعد، في محاولة يائسة، قامت الجيوش الألمانية بشن هجمة مرتدة في ربيع عام 1943، أوقفت تقدم السوفييت مؤقتا، والتي أدت إلى أكبر معركة مدرعات ثقيلة في التاريخ في كورسك.
كانت كورسك هي آخر هجمة من الجيش الألماني في الجبهة الشرقية، لكن السوفيتيين كان لديهم جواسيس عده وكانوا على علم ما يخطط له من الجانب الألماني، فقاموا بإنشاء درع دفاعي للمدينة، واستطاعوا إيقاف الهجمة الألمانية من بعد 17 ميل. بعد معركة كورسك، لم يتوقف الجيش الأحمر عن الهجوم والغزو حتى وصوله إلى برلين والسيطرة عليها وذلك في مايو 1945