شهدت بيروت إعلان نتائج أول دراسة
استمرت5 سنوات تحمل أمل جديد لمرضي التصلب العصبي المتعدد بالمخ لتؤكد
أن التشخيص والعلاج المبكر أدي الي تجنب الإعاقة والأعراض الجانبية بل
وتجنب النوبات الشديدة التي تصيب المرضي, كما تم وضع الخطوط الإرشادية
لعلاج المرض وإطلاق أول حملة توعية للشرق الأوسط للتعريف بالمرض وأعراضه و
كيفية علاجه و تجنب مخاطره التي تصل الي العجز, حيث يصيب2.5 مليون شخص
سنويا في العالم من بينهم25 ألف إصابة سنوية في مصر لشباب في سن
الزهور, ونصيب الفتيات منه الضعف.
ويقول الدكتور ديفيد بيتس
أستاذ علم الأعصاب الإكلينيكي بجامعة نيوكاسيل' إن الأخبار السعيدة
لمرضي التصلب المتعدد تعود إلي أن البدء المبكر في العلاج قد يؤخر ظهور
الإعاقة' مشيرا الي ضرورة مواكبة ذلك مساعدة المرضي علي إيجاد الطرق
للتأقلم النفسي مع المرض, موضحا أن هذه الأخبار تنبع من نتائج الدراسة
وهي الأولي التي تظهر انخفاضا في خطورة حدوث إعاقة مؤكدة بسبب التصلب
المتعدد مع العلاج المبكر, كما أظهرت أن البدء في العلاج بعد الهجمة
الإكلينيكية المرضي وأن البدء المبكر في العلاج يخفض بوضوح ظهور إصابات
نشطة جديدة في المخ. هذه التجربة أجريت في89 مركزا في20 دولة.
ويقول الأستاذ الدكتور ساهر هاشم أستاذ الأمراض العصبية بجامعة القاهرة
ورئيس الجمعية المصرية لمرض التصلب المتعدد إن السبب الأكيد للتصلب
المتعدد غير معروف و الأبحاث تفيد أنه نتيجة لاشتراك عوامل وراثية
وبيئية, مشيرا الي انه تم قياس نسبة انتشار المرض في دراسة إحصائية
مشتركه بين جامعات الإسكندرية وطنطا و القاهرة و أسيوط و كان معدله من25
ـ30 لكل100 ألف نسمة مما يجعل العدد التقربيي للمرضي في مصر حوالي25
ألف مريض, وأوضح أن حوادث السيارات هي أكثر
ما يؤثر في صغار السن وهي
المسئولة عن إعاقتهم, ويعد مرض التصلب المتعدد هو ثاني مرض مباشرة يتسبب
في ذلك, مؤكدا أهمية التشخيص المبكر عند حدوث اي أعراض للشباب وخاصة انه
يصيب الفتيات أكثر من الأولي يؤخر تطور التصلب المتعدد لأكثر من سنتين
في40% من الرجال, والتشخيص أصبح أكثر سهولة ولا يستغرق سوي شهر بينما
كان يحتاج الي8 سنوات في الماضي ويرجع ذلك الي التكنولوجيا الحديثة
والرنين المغناطيسي.
ويقول الدكتور هاني عارف أستاذ الأمراض
العصبية بطب عين شمس إن التصلب المتعدد للجهاز العصبي مرض مزمن ولا يمكن
التنبؤ به يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ والنخاع الشوكي
والعصب البصري. ويعتقد أنه يحدث نتيجة الاختلال في الجهاز المناعي
بالجسم حيث يبدأ جهاز المناعة الطبيعي في جسم المريض في مهاجمة خلايا
الجسم الطبيعية للشخص المصاب وفي هذا المرض يحدث تدمير للعازل الواقي
المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين الخلايا العصبية, والعلاج
المبكر يقلل نسبة تكرار الإصابات علي المدي الطويل, لكن الجديد أن تناول
الأدوية مبكرا يزيد نسبة حدوث الشفاء حيث كانت40% واليوم تصل إلي55%
في بعض الأحيان, مما يحسن نوعية حياة المرضي ويمكنهم ممارسة حياتهم بشكل
طبيعي, وهناك مرضي يمكنهم الزواج والإنجاب ومراعاة الأطفال بشكل جيد
أثناء فترة العلاج التي قد تستمر الي20 عاما.