سعد زغلول (ذي الحجة
1274هـ/ يوليو
1859م -
22 صفر 1346هـ/
23 أغسطس 1927م) زعيم
مصري و قائد
ثورة 1919. بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته
صفية زغلول أم المصريين.
وُلد عام 1858 في قرية "أبيانه" مركز
فوه التابعة وقتذاك لمديرية
الغربية، وكان والده الشيخ إبراهيم زغلول رئيس مشيخة القرية أي عمدتها، بدأ تعليمه في الكُتاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القران.
[1] وفي عام 1870 التحق بالجامع الدسوقي لكي يتم تجويد القران، وفي عام 1873 وفد إلى القاهرة للالتحاق
بالأزهر حيث تأثر بالمفكر
الإسلامي جمال الدين الأفغاني، كذلك فقد تتلمذ على يد المصلح الديني الكبير الشيخ الإمام
محمد عبده فشب بين يديه كاتباً خطيباً، أديباً سياسياً، وطنياً، إذ كان صديقا له رغم العشر سنوات التي كانت تفصل بينهما في العمر.
] الحياة العملية تمثال سعد زعلول في
الاسكندريةعمل سعد في "
الوقائع المصرية" حيث كان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، ورأت وزارة البارودي ضرورة نقله إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية ومن هنا تفتحت أمامه أبواب الدفاع القانوني والدراسة القانونية، وأبواب الدفاع السياسي والأعمال السياسية، ولم يلبث على الاشتغال بها حتى ظهرت كفاءته ومن ثم تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة.
شارك في
الثورة العرابية وحرر مقالات ضد الاستعمار الانجليزي، حض فيها على الثورة، ودعا للتصدي لسلطة الخديوي توفيق التي كانت منحازة إلى الانجليز وعليه فقد وظيفته.
عمل بالمحاماة، غير أن العمل فيها في ذلك الحين كان شبهة، ولكن سعد استطاع أن يرتفع بمهنة المحاماة حتى علا شأنها، حيث اُنتخب قضاه من المحامين، وكان أول محام يدخل الهيئة القضائية.
يُعد سعد زغلول حجر الزاوية في إنشاء نقابة المحامين عندما كان ناظراً للحقانية وهو الذي أنشاء قانون المحاماة 26 لسنة 1912.
[] الحياة السياسية [] تشكيل الوفد المصريعقب اندلاع
الحرب العالمية الأولى، تم وضع مصر تحت
الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التي انتهت في نوفمبر عام 1918ـ حيث أُرغم فقراء مصر خلالها على تقديم العديد من التضحيات المادية والبشرية ـ فقام سعد واثنين آخرين من أعضاء الجمعية التشريعية (
علي شعراوي وعبدالعزيز فهمي) بمقابلة
المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال، وأعقب هذه المقابلة تأليف
الوفد المصري، وقامت حركة جمع التوكيلات الشهيرة بهدف التأكيد على أن هذا الوفد يمثل الشعب المصري في السعي إلى الحرية.
طالب الوفد بالسفر للمشاركة في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال، وإزاء تمسك الوفد بهذا المطلب، وتعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زغلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، وترحيلهم إلى مالطة في 8 مارس 1919. فاندلعت الثورة واضطرت السلطات البريطانية إلى الإفراج عنه وعن باقي أعضاء الوفد بعد شهر واحد من النفي، كما سمحت لهم بالسفر لعرض مطالب مصر في مؤتمر الصلح.
أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد وصحبه. الوفد ذهب إلى
فرساي إلا أن المؤتمر لم يتطرق للمسألة المصرية. الوفد المصري عاد وأصبح نواة لحزب جديد. ثم جرت انتخابات تشريعية فاز فيها مرشحو سعد بغالبية مقاعد البرلمان، وشكل سعد الوزارة التي تعد أول وزارة شعبية في مصر.
[] وفاتهتوفي سعد زغلول في (22 صفر 1346هـ = 23 أغسطس 1927م) وكان يوم وفاته يوما مشهودا، وبني له ضريح أسموه
ضريح سعد.
[ر] اسهاماته[] تأسيس الجامعة المصريةبعد انتهاء مؤتمر الصلح بحوالي سنتين ، أسس
سعد زغلول و
أحمد لطفي السيد وزملاؤهم الجامعة المصرية، وكان النص الأول من شروط إنشائها هو: ألا تختص
بجنس أو
دين، بل تكون لجميع
سكان مصر على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، فتكون واسطة للألفة بينهم.
[] حركة تحرير المرأةيقول الدكتور محمد قطب فى كتاب واقعنا المعاصر:
أثار كتاب "
تحرير المرأة" معارضة عنيفة جعلت
قاسم أمين ينزوي في بيته خوفاً أو يأساً، ويعزم على نفض يده من الموضوع كله. ولكن
سعد زغلول شجعه وقال له:
أمض في طريقك وسوف أحميك!. يؤكد صلة
سعد زغلول بالحركة النسائية سكرتيره في كتابه عن حياته، فقد ذكر أن سعداً هو الزعيم الحقيقي للحركة النسائية، مستشهداً بخطابه الذي ألقاه بمناسبة زيارة وفد مختلط من طلبة مدرسة الحقوق الفرنسية لمصر، ومنه:
"إنني من أنصار
تحرير المرأة ومن المقتنعين به، لأنه بغير هذا التحرير لا نستطيع بلوغ غايتنا، ويقيني بهذا ليس وليد اليوم بل هو قديم العهد، فقد شاركت منذ أمد بعيد صديقي المرحوم قاسم بك أمين في أفكاره التي ضمنها كتابه الذي أهداه لي -يريد كتاب
المرأة الجديدة-".