طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين, بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين و تسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل و تسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر
[11],كان الاتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري و شكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود دفعت باتجاه التصعيد بصورة أكبر
[12],ففي يوم
5 أبريل أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا, و أن الطريق إلى دمشق مفتوح"
[13], في
7 أبريل (نيسان)
1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز
ميغ 21(إثنتان داخل سوريا و أربع آخرين منهم ثلاث طائرات داخل الأردن
[14]) على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين, و تبادل لإطلاق النار و القصف، و أمر الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر و محي الدين داوود و أحمد القوتلي)الذين هبطو بالبارشوت داخل الأردن إلى سوريا
[15],بعد أحداث سبعة أبريل كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب لا محالة ستنشب بين سوريا و إسرائيل, فعلى الجانب السوري زادت العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين, و على الجانب الإسرائيلي هدد رابين و أشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد, فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون بإحتمالية وقوع تحركات ضد سوريا, و توصل المصريون إلى نفس الاستنتاج, كان اخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI) , كان الاعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين, لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف, رئيس الاستخبارات العسكرية, أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي
[16], في
28 أبريل أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري
أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى الكسي كوسجين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسئولية الاستفزاز, و أن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا, فاخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات, و ان ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد, فرفض الاخير معللا ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة
[17],في 13 مايو 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفيتي "سيرجي" (كان مستشارا بالسفارة السوفيتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءا إسرائيليا محتشدا على الجبهة السورية
[18],في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد, بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا, و عندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب, اخبره المشير بأللا يقلق, فالقتال لم يكن جزءا من الخطة الموضوعة و إنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا
[19].في 15 مايو ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا, ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية, حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 مايو
[19]. في 15 مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في سيناء , و نظر إلى هذه التحركات من قبل الاستخبارات الأمريكية و البريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية", حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات, حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات، لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 في ظل مشاكل حدثت على الجبهة السورية وقتها, وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل
[19]. و في 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي و قام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده, للحفاظ على سلامتهم , و ذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش و تركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادا لأي هجوم من إسرائيل
[20].في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية, كان الإسرائيليون مايزالوا في حالة تركيز على الوضع السوري
[21]. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق
مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء
إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة
السويس وتكثيف القوات المصرية في
سيناء.
في
5 يونيو (حزيران)
1967 شن
سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات
مطلقا بذلك شرارة الحرب.
[22][] العمليـات العسكـريةعند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
- بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت إستراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الاستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الإستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيا واقتصاديا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية.[23]