لايوجد مرض من الأمراض يعتمد علاجه على تنظيم الغذاء مثل مرض السكر باعتبار أن التغذية السليمة هى نصف الطريقة
للشفاء.
ومرض السكر هو خلل مزمن فى التمثيل الغذائى للكربوهيدرات ، ولذا فإن تنظيم التغذية هو افضل علاج لمرضى
السكر الكبار المصابين بالسمنة، كما أنه عامل مساعد الى جانب العلاج الدوائى فى علاج سكر صغار السن .
ويصيب مرض السكر الاناث والذكور على السواء وفى جميع الاعمار وإن كانت نسبة إصابة الذكور أعلى
قليلا فى بعض الشعوب، وتتراوح نسبة إصابة الاطفال من 5 الى 10 بالمئة وقد تقل عن ذلك فى بعض المجتمعات
وتزداد نسبة الاصابة به عالميا مع تقدم العمر المتوقع ومع ازياد
حالات الاصابة بالسمنة وقلة الحركة وتغير نمط الحياة .
ولذا يتحتم على كبار السن إجراء التحاليل الروتينية لاكتشاف المرض مبكرًا
وعلاجه منعًا لأية مضاعفات قد تحدث مستقب ً لا خصوصًا إذا كان هناك تاريخ وراثى
.
وأبرز المضاعفات المزمنة للسكر حدوث تغيرات فى سلامة الشرايين الدقيقة
فى الكلى وتغير مبكر فى شبكية العين وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين
والتهاب منتشر فى شبكية العين ومضاعفات الكلى واصابة الاعصاب الطرفية
والضعف الجنسى عند الذكور .
وأى مريض بالسكر لابد أن يعى جيدا أن تحديد كميات العناصر الأساسية
فى الغذاء الذى يتناوله هو أمر بالغ الاهمية، وأن يعر ف أن هذه العناصر تتضمن
النشويات والبروتينيات والدهون وأن هذا التحديد يجب أن يتم بدقة على يد اخصائى
السكر وفًقا لاحتياجات الجسم ونشاطه ومرحلة نموه .
ورغم فائدة معظم الأطعمة لمريض السكر إلا أنه توجد أطعمه أكثر صلاحية
له من غيرها نظرا لطبيعة المرض ونوع العلاج المستخدم . ولذا يجب اختيار أنواع
اللحوم الخالية من الدهون والدسم ويفضل دائما اللحوم المسلوقة أو المشوية .
ويعتبر السمك والطيور منزوعة الجلد افضل أنواع اللحوم لمريض السكر
وخاصة المشوى والمسلوق منها .
وعلى مريض السكر أن يفاضل بين الأطعمة المختلفة ، ويجب ان يختار
اللبن والجبن المنزوع الدسم ومن الزيوت ( الذرة وعباد الشمس ) بدلا من الزبد
والسمن .
ولابد أن يكتفى ببيضة واحدة كل يومين اذا كان كبيرًا فى السن اما المرضى
الصغار فيمكن ان يتناولوا اكثر من بيضة . وبعد الاعتماد على الخضروات والفواكه
والبقول أمرًا أساسيًا فى وجبة مريض السكر .
واذا ما أراد تناول النشويات فيفضل له المخبوزات من الدقيق غير منزوع
الردة (السن) للأقلال من النشويات مع مراعاة زيادة تناول الاطعمة المحتوية على
الألياف والبروتينات والفيتامينات .
ولابد أن تخلو المشروبات والمربات والحلويات الخاصة بمرضى ا لسكر من
السكريات والدهون الحيوانية .
أما الأرز والمكرونة والفطائر فيمكن تناولها كبدائل للخبر ويفضل الأنواع
الخاصة التى تصنع خصيصًا لمرضى السكر .
وقد ينصح المريض بتناول كمية اضافية من الأطعمة النشوية فى حالة بذلة
لنشاط حركى وبدنى مكثف وذلك لتعويض كمية السكر التى فقدها وحتى لا يتعرض
لمضاعفات نقص السكر فى دمه .
وكيفما كان حساب كميات وأنواع الأطعمة التى تتضمنها كل وجبه فلابد أن
تخضع لمراجعة دقيقة ليتحقق الهدف من العلاج وضبط مستوى السكر فى الدم .
التحلية الصناعية :
مريض السكر حاليا ليس هو المريض الذى يعانى من الحرمان المجحف
الذى كان يعانى منه مريض الزمن الماضى حيث تتوافر فى السوق كل المحليات
الصناعية، وتوجد فى المحلات الراقية أغذية خاصة لمرضى السكر م ثل الشيكولاته
والبسكويت والمربى والمشروبات الغازية والمكرونة والفطائر المصنوعة من
محليات صناعية ودقيق قليل النشويات حتى لايعانى المريض من عدم تناوله هذه
الأطعمة .
وتنقسم المحليات الصناعية المستخدمة حاليًا الى نوعين :-
النوع الأول : السكريات الكحولية :
مثل سوربتيول – مانتيول – ما لتبولول ولكن ما يعيب هذه المحليات أنها
تسبب متاعب للجهاز الهضمى، وتستعمل هذه المواد فى صناعة أغذية مرضى
السكر .
النوع الثانى : المحليات الصناعية :
وتشمل السكارين وهى أحلى من السكر ٣٠٠ مرة وليس لها قيمة غذائية ،
ولكنها تترك طعمًا غريبًا بعد استعمالها خصوصا إذا زاد تركيزها .
الاسبرتيت :
وحلاوتها اكثر من السكر بحوالى ٢٠٠٠ مرة رغم قيمتها الغذائية المعدومة
وليست لها آثار جانبية تذكر وهى من المحليات الصناعية ذات أصل بروتينى .
السيلاميت :
وحلاوتها تعادل ٣٠ مرة حلاوة السكر ، وليس لها طعم غري ب عند تناولها
ولا تتأثر بالحرارة ويمكن استخدامها فى عمل المأكولات المحلاة والمطبوخة
والمخبوزة .
السوكرالوز :
وهى أحلى من السكر ٦٠٠ مرة ولا تتأثر بالحرارة ويمكن استخدامها فى
المخبوزات المحلاوة والمأكولات والمشروبات ، وتناولها لا يستدعى العلاج
بالأنسولين .
النباتية تعنى العودة الى الفطرة حيث كان الإنسان يقتات على نبات الأرض
وهى أيضا سلوك غذائى يلتزم صاحبه بعدم تناول اللحوم بجميع أنواعها ويعتبرها
الكثيرون بأنها الدواء الشافى من كل داء .
ويعتمد مفهوم النباتيون على أن حاجة الإنسان من البروتين لا تتعدى ٦٠
جرام فقط يمكن تغطيتها والوفاء بها من خلال تناول الفول المدمس والجبن القريش
أو البيض أو اللبن ، وأن فوائد البروتين النباتى كثيرة علاوة على انه سهل الهضم
والامتصاص .
وشعار النباتيون قول أهل السلف الصالح " لا تجعلوا بطونكم قبورًا
للحيوانات " أو كما يقول أبو قراط أ بو الطب " دع عقاقيرك فى قواريرك اذا كنت
تستطيع أن تشفى المريض بالغذاء "
ويقول المثل الشعبى " خاصم اللحوم تفارقك الهموم "
وتشير الدراسات العلمية أن الاغذية النباتية تحمل صفات مفيدة فى الوقاية
من السرطان ، ومن أهم هذه النباتات الثوم والكرنب والجزر والبص ل والكرفس
والعرقسوس والجنزبيل والشاى الاخضر والزعتر والريحان والكركم والبرتقال
والطماطم والباذنجان والفلفل الاخضر .
والنباتية علاج فعال لمرضى السكر والنقرس وحالات الامساك والسمنة
وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم والتهاب وحصوات المرارة .
ويعتبر البروتين النباتى من أجود انواع البروتين أذا ما اضيف إليه الحبوب
حيث يحصل الفرد على وجبه غذائية كاملة مثل الخبز مع الفول ومنتجاته والعدس.