ولاء ابراهيم Admin
عدد المساهمات : 475 تاريخ التسجيل : 23/08/2009 العمر : 35
| موضوع: استقالة11010 أطباء من التكليف خلال10 سنوات بالقاهرة مستشفيات وزارة الصحة.. لم تعد وظيفة الأحلام!! الأحد 30 أغسطس 2009, 12:43 am | |
|
| <table align="left" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="200"><tr><td align="center"></td></tr><tr><td align="center" bgcolor="#ffffff">شباب الاطباء دائمو الشكوى من تدنى الاجور</td></tr></table> من منا لم يحلم ذات يوم بأن يصبح طبيبا, ولكن مجموع الثانوية العامة حرمه من تحقيق هذا الحلم, اما الذين حالفهم الحظ وحققوا الحلم وأصبحوا اطباء فنجدهم هذه الأيام يستقيلون ـ أي والله ـ يستقيلون, أطباء جدد حديثو التخرج والعمل والتعيين يقدمون استقالاتهم, أطباء صغار يستبدلون مقولة' ان فاتك الميري' الي الهروب من الميري, والهروب من التكليف الحكومي والوظيفة الحكومية التي يتمناها كل شاب وفتاة, حتي وصل عددهم إلي أكثر من11 ألفا خلال السنوات العشر الماضية في محافظة القاهرة فقط, هؤلاء الأطباء المستقيلون بالطبع لديهم اسباب دفعتهم إلي هذه الخطوة ـ التي قد يعتبرها البعض خطوة جنونية ـ رصدناها في السطور التالية.
لم يكن سهلا الحصول علي بيان موثق من وزارة الصحة عن الاستقالات التي تقدم بها الأطباء لإلغاء تكليفهم خلال الـ10 سنوات الأخيرة, من عام2000 وحتي نشر هذا التحقيق, حيث تعامل معنا بعض الموظفين علي أنها أسرار عسكرية, بينما قام مكتب المستشار الاعلامي للوزير علي مدار شهر بتسهيل العقبات وقدمت الإدارة العامة لشئون الأفراد بيانا يوضح أن الأطباء البشريين الذين قدموا استقالات لإلغاء تكليفهم وصل عددهم في أخر10 سنوات الي11010 أطباء في محافظة القاهرة بمديرياتها المختلفة, ففي عام2000 كان عدد المستقيلين365 طبيبا زاد في عام2001 الي480, ووصل إلي570 في2002, وبلغ640 طبيبا في عام2003,
وبدءا من عام2004 بدأ العدد يزداد بصورة لافته للنظر حتي وصل إلي720, واستمر في الزيادة عام2005 ووصل إلي810, وكذلك في عام2006 وصل إلي980, وصل في2007 إلي1328, وفي العام الماضي2613, أما هذا العام فقد استقال2504 أطباء حتي25 أغسطس وهو موعد استلام البيان ومن المتوقع زيادة هذا العدد حتي نهاية العام.
المستقيلون يتحدثون ولمعرفة أسباب تقديم الاستقالات كان يجب الحديث مع أحد أصحاب المشكلة وهو كريم مختار طبيب حديث التعيين وتقدم باستقالته خلال الأيام القليلة الماضية والذي قال ما شئت من المسميات الاخري.. ولكن كان الواقع عكس ذلك تماما' وما ادراك ما الواقع' لانه تم تعييني باساسي مرتب48 جنيها, يصل بعد البدلات وخلافه الي150 جنيها أو يزيد قليلا, وتسلمت عملي' ممارس عام' في وحدة الست خضرة بمدينة حلوان وكان العمل بها شاقا ومتعبا للغاية, لانه يوجد يومان في الاسبوع كان العمل فيهما24 ساعة,
ولك ان تتصور ان هذه الوحدة لا يدخلها المواطنون بعد الساعة الثانية عشر ظهرا, بسبب أن تذكرة الكشف في الفترة الصباحية بجنيه واحد, ويحصل بها المريض علي نوعين من الدواء تصل قيمتهما الي5 جنيهات, اما فترة بعد الظهر فان ثمن التذكرة يرتفع الي2 جنيه ويتحمل المريض ثمن كل الادوية, لذلك يأتي المرضي في الصباح فقط, ومع ذلك تلزمنا الادارة بالتواجد في الوحدة الصحية طوال النوبتجية, لذلك قررت تقديم استقالتي لكي اتفرغ للدراسات العليا وبعد الحصول عليها سوف اقرر مصيري من حيث التعاقد مع مستشفي آخر بالراتب الذي أقبله انا او السفر إلي اي دولة أخري.
الزواج والغربة أما ناهد سيد من محافظة كفر الشيخ طبيبة فقالت: لقد تزوجت أيام الدراسة ولدي ولدان وبعد الدراسة عملت بوحدة صحية في قريتي وبالقرب من منزلي ولكن بعد توزيع التكليف وجدت نفسي في محافظة أسيوط, فكيف اترك منزلي وابنائي واسرتي واذهب لاعيش بمفردي في محافظة اسيوط, وتقدمت بعدد كبير من الالتماسات لمراعاة ظروفي الأسرية ولكن دون جدوي, مما اضطرني الي تقديم استقالتي والغاء تكليفي حفاظا علي اسرتي وابنائي.
أخطاء التكليف ويعلن مصدر من وزارة الصحة يعمل في إدارة شئون الإفراد, أن هناك تغييرات طرأت علي نظام التكليف أدت إلي موت القانون رقم29 لسنة1974 الذي ينظم تكليف الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان وهيئات التمريض والفنيين الصحيين والفئات الطبية الفنية المساعدة, ومن هذه التغييرات أن أخر توزيع للتكليف قامت به الوزارة كان لدفعة2005 التي كلفت في2007/3/1, وكان يراعي في توزيع تكليف الوزارة المجموع ومحل الإقامة والحالة الصحية والمتزوجات عن طريق لجان متخصصة لمناقشة ذلك.
ويضيف المصدر أن التكليف حاليا يتم عن طريق نظام جديد هو نظام الحاسب الآلي بجامعة القاهرة, وتتم عملية التوزيع بطريقة آلية بحتة حسب الرغبات والمجموع مثل تنسيق الثانوية العامة دون مراعاة للظروف الصحية أو السكنية, وينتج عن ذلك خلل في التوزيع الجغرافي وتلاعب واستغلال نفوذ لكي ينقل كل طبيب إلي محافظته أو قريته التي يقيم فيها, ومن أهم الحيل التي يستخدمها الأطباء للنقل هي شهادة طبية معتمدة يقول مضمونها' المذكور يعاني من دوار حركي مع عدم اتزان وينصح بتواجده بجوار أسرته'.!
ويقول المصدر إذا كان الطبيب أو الممرض مصابا بدوار حركي وعدم اتزان وينصح بتواجده بجوار أسرته, فكيف يستطيع الامساك بالمشرط أو أعطاء حقنة لمريض؟ ويؤكد المصدر أن الدفعة الواحدة تتكون من9 الآف طبيب في العام,4 ألاف منها مصابون بدوار حركي!
ويكمل المصدر أن من أهم أخطاء قانون التكليف عدم السماح للطبيب المكلف بتحضير دراسات عليا الا بعد الحصول علي النيابة والتي قد يحصل عليها بعد عام أو عامين أو ثلاثة, لذلك يقدم الطبيب استقالته لإلغاء التكليف, ثم يأخذ شهادة إلغاء التكليف ويتقدم بها للالتحاق بالدراسات العليا, وبعد يوم أو يومين يقوم الطبيب المستقيل بعمل إعادة تكليف من جديد وهو جائز قانونيا أن يلغي التكليف ثم يعيده مرة أخري.
الحل الحل الوحيد للمشكلة يكمن في البيان الأخير الذي أصدرته حركة شباب أطباء مصر وطالبت فيه بإقرار الكادر الخاص للأطباء الذي يرفع أساسي الطبيب حديث التخرج إلي1000 جنيه بدلا من48 جنيها, علي أن يصل الحد الأدني للاجمالي شهريا إلي2000 جنيه, ورفع بدل العدوي من20 جنيها إلي300 جنيه شهريا, كما طالب بصرف حوافز الدبلوم والماجستير والزمالة بدلات مناسبة للعلاج والمواصلات والسهر والنوبتجيات كل شهر,
كما طالبت حركة شباب الأطباء بوضع خطة فورية للارتقاء بمستوي الطبيب عن طريق التعاقد مع أساتذة الجامعات لتعليم النواب داخل مستشفيات وزارة الصحة وعقد مؤتمرات دورية والاهتمام بالتعليم الطبي المستمر, وتقديم تسهيلات للمنح الدراسية بالخارج ودعم الحكومة لكل من يدرس دراسات عليا سواء مصرية أو أجنبية, كما طالبت الحركة بوضع سقف600 جنيه كحد أعلي لمصاريف التسجيل للدراسات العليا التي قفزت من300 جنيه شهريا إلي أرقام خيالية في بعض الجامعات لا تتناسب أطلاقا مع ما يتقاضاه الطبيب.
انتهت مطالب شباب الأطباء وانتهي معها تحقيقنا, فهل يتحرك المسئول لتدارك هذا الوضع الذي يسير في منحني يضر بالمواطن الفقير الذي لا يستطيع الذهاب إلي مستشفي خاص ويحتاج إلي طبيب في مستشفي حكومي, لأنه إذا استمرت الاستقالات بهذا المعدل فسوف نستيقظ في يوم نجد فيه المستشفيات الحكومية بلا أطباء!. |
| |
|